قصص لتقال
بيلفخ – مركزطالبي اللجوء في كولومبورخ
هناك ألف قصةٍ وقصة في بيلفخ تُقال
قِصصٌ طال الأنتظار لقولها
قصصٌ عن أسباب سفر فجائية التغير
قصصٌ تحوي الكثير في طياتها
قصصٌ عن أحداث لايسع القلب تحملها
عن الضياع الذي لم يتمكن العقل من تقبله
هي قصصٌ كان مشوارُها بعيدٌ جداً ومخيف
حيث الغاباتِ والبحار شاهِدُها ودليلُها
وجهتُها لم تعلم بشكل قطعي ولم تأكد
وماذا بعد ذلك غيرَ الأنتظار الذي لاينتهي
وقصصٌ لم تقل بعد أو قيلت ولم تصدق
في بيلفخ كثيرةٌ هي القصص التي حبست بجدار الصمت
كلماتُها ذابت داخل الدموع إلى أن اختفت
القلمُ رفضَ كِتابتُها واليدُ شُلتْ
الخوفُ عدُوها الملجِمِ لها لتُقال
الحياء أقوى من رغبة البوح بها
والخيانة أقوى من الثقة
فحواها دوران في حلقة مفرغة من خيبات الأمل واليأس
ليس كل أوجاع الجسد تقال
وليس للعقل قدرة لمجابهة كل مايخيفة ويؤلمه
القصص وصورها محفورة في الذاكرة
لكن البوح بها استحال لكم الوهن والكآبة فيها
تتزايد القصص في بيلفخ بشكل يومي ودائم
الذكريات المنسية تعود لتذكرالواحد منا
ماحصل؟ من نكون؟ من كنا يوما ما؟
اسباب السفر تتباين وتختلف بقدوم وافدين جدد
رغم أن وجوههم وتعابيرهم تبدو مألوفة
تتجدد القصص مع كل اتصال هاتفي
بإخبارِ فقدان وعثور للأهل والأصحاب
في بيلفخ كل القصص تحوي تساؤلات وحيرة في طياتها
هل صاراليتمُ حالنا إذ أننا نكِراتٌ في اراضينا ؟
أين هي بلْدانُنا في حال تبرأ بلدُنا الأمُ منا ؟
هل من الممكن او المستطاع أن يكره الواحد منا بلده التي نشأ فيها ؟
هل بإستطاعة أحدنا حبُ وعشقُ بلدٍ غريبٌ عليه ؟
وتستمر التساؤلات ماذا ؟ من ؟ متى؟ لماذا؟
في بيلفخ هناك ألف قصة وقصة للأمل
نطمح لحياة اكثرأمنا وربما أفضل
قد يتوقف اللهث والأنتظار والتعجب يوما ما
وقد نحصل علي فرصة العيش بهناء مرة أخرى
بيلفخ حَوَتْ ألفُ قصةٍ وقصة لتُقال
مختار بن ذرب - مدرس لغة انجليزية ( اليمن – ماليزيا – هولندا )
مارتن والتن – شاعر مدينة كولومبورخ ( الولايات المتحدة – المانيا – هولندا)